كنتُ في سوريا بـُعيد إحتفالات رأس السنة الميلادية العام الماضي ( 2009 ) ، عندما كان مسرح القباني يعرض مسرحيّة الساعة الأخيرة من ماضي السيدة حكمت كآخر فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 ، صاحبت ُ مرام في حضور تلك المسرحية و في فصل الإستراحة بين القسم الأوّل و الثاني من العرض ، أُطفئت الأضواء و ساد صمت مرعب ٌ بعض الشيئ ( بالأخذ بعين الإعتبار احتضار السيدة حكمت في المسرحيّة و مشاهد الذكريات و العنف و الصراخ و النجدة ! ) .. أمسكت ُ بيد مرام كي لا نضيع عن بعضنا في العتمة و وسط حشود الفنانين و الناس التي كانت تتحرّك أمامنا، تهامسنا عن شعور العتمة و الغموض و هنا ، بدأت مرام تدندن و تغنـّي أغنية للسيدة أم كلثوم .. و استطعت ُفي تلك العتمة أن أشعر بالأشياء ترقص سلاما ًحول صوت مرام الذي كان يذهب بالخيال إلى ما بعد الظلمة المحيطه و يعيده ُ ومضات سريعة مضيئة ً.
مرام الناصر ولدت لعائلة تؤمن بالموسيقى و الغناء و الطرب فعدا عن المواهب الغنائية و الموسيقية في العائلة ، كانت والدة مرام تستعين بصوت السيدة فيروز لمساعدتها على التواصل مع مرام الطفلة ذات الأعوام الأولى التي كانت منذ طفولتها تـُطرب و تنصت للأصوات و الموسيقى فتتوقف عن البكاء عندما تسمع فيروز و تدندن أم كلثوم.
في عامها الثاني تمكنت مرام من حفـظ إغنية " لسـّا فاكر " للسيدة أم كلثوم و قامت ببراءة الطفولة و عفويتها بجمع الأهل و الأصدقاء و الجيران حولها لتقوم بأداء الأغنية أمام " جمهورها الأوّل" الذي ربما لم يتوقع يوما ً أنـّه قد يكون محظوظا ً لكونه حضر تلك الحفلة الغنائيّة الطفوليّة .
أمـّا جمهورها الثاني فقد كان المدرسة و الكنيسة . بعد أن إلتحقت مرام بالمدرسة الإبتدائيّة و التعليم الكنسي بدأ جمهورها يزداد اتساعا ً و بدأ المحيطين بها من مدرسين و مشاركين بالترتيل الكنسي يلاحظون موهبتها. و عندما وصلت مرام إلى الصف الثالث في المرحلة الإبتدائية إلتقت بالمدرّسة " دلال العبد الله " ، مدرّسة مادة الموسيقا في مدرسة مرام آنذاك .
تقول مرام : " بالصف الثالث ، بعد المناولة الأولى ، قالت لي الآنسة دلال العبد لله ’ سمعيني شي انتي بتحبيه ’ فغنيتلا أعطيني الناي و غني .. لـفيروز "
و بـعد سماعها لصـوت مرام في أغنية فيروز ، أصطحبت مرام إلى غرفة الإدارة و طلبت إليها أن تعيد الغناء أمام مديرة المدرسة التي قررت بدورها أن ّ موهبة مرام تستحق ّ التأهيل إلى رواد الطلائع و هي مسابقة تتم لأطفال المرحلة الإبتدائيّة في المدارس السورية يتأهل في نهايتها طفل عن كلّ فرع على مستوى القطر و في ذلك العام كانت مرام هي تلك الطفلة عن فئة الغناء . و كما يبدأ مشوار الألف ميل بخطوة ، بدأت مرحلة " الريادة القطرية " في حياة مرام ففي أثناء التحاقها بالمدرسة كانت دائما ً تتأهل إن لم يكن للريادة القطرية دائما ً فعلى مستوى المحافظة ( حمص ) كأقل ّ تقدير .
. . . و هـكذا استمرّ المشوار إلى أن بلغت مرام الـ 11 عاما ً ، و كان المسرح الأوّل ، المركز الثقافي في حمص ، برنامج نادي الهواة ، عيسى مسوح و آخرون ، لجنة ، و فرقة ، و نقل على شاشة التلفاز إلى جمهور أوسع.
تروي مرام :
" دخلت إلى المسرح و سألني عيسى مسوح ’ شو رح تغني عمـّو ؟ ’ قلتله رح غني له يا بنفسج ، ضحك و قلّي : ’ انتي رح تغني ليه يا بنفسج ؟؟؟؟ ’ "
و غنـّت و أطربت و حظيت بقبول جميل من الجمهور .
انتقلت بعدها مرام إلى المرحلة الإعدادية فالثانويّة و المشاركة بنشاطات الشبيبة ( و هي فئة أخرى كالطلائع المذكورة أعلاه لكنها تـُعنى بالنشاطات الشبابية ) و استمرّت بمشاركاتها المتنوعه في الإحتفالات و النشاطات المدرسية .
في هذه المرحلة بدأت مرام تتعلّم العزف على آله العود ( بالإضافة إلى معرفتها السابقة بالعزف السماعي على الأورغ ) ..
أمـّا بعد أنهت دراسة المرحلة الثانوية ، بدأت الحياة و مشاغل الحياة تأخذ من وقت مرام أكثر مما تعطيها فرصا ً للعزف و الغناء ، لكنها إستمرّت و قامت مع عدد من الشبان و الفتيات المهتمين بالموسيقا بتأسيس " فرقة زيدل للفنون و الموسيقا " . كانت الفرقة عبارة عن مجموعه من الشباب السوري من مناطق مختلفة جمعتهم الموسيقى تحت وتر ٍ واحد.
شاركت فرقة زيدل للفنون و الموسيقى بكثير من الحفلات و المهرجانات منها نذكر مهرجان " صدد العراقة " . كان أحد المشاركين في المهرجان أيضا ً الإستاذ شربل روحانا الذي أبدى أعجابه الشخصي بصوت مرام و كما تقول مرام : " . . . و كانت شهادة كتير بفتخر فيا .. لأني شخصيّا ً بحبو جدّا ً "
في مرحلة ً لاحقة إلتحقت مرام بفرقة " حلا " عندما إلتقت صدفة ً بالآنسة حلا نقرور التي أطربت لصوتها و وافقت على إنضمامها للفرقة .
في هذه الفرقة تعدت نشاطات مرام الغناء على المستوى المحلّي و بدأت تغنـّي خارج القطر تقول مرام عن هذه المرحلة : " هي الفرقة كتير بحبا ، تعرفت فيها على عالم بجننوا و كتير بحبن و لهلأ كتير منحكي مع بعض " .
بعد حوالي العام ، كانت مرحلة جديدة في مشوار مرام الغنائي ، " فرقة حمص لإحياء التراث ، تقول مرام : "وصرت غني مع الاستاز عيسى فياض .... شاركت معو بحفلة كانت لجمعية أصدقاء حمص ببيت مفيد الامين وبعدا كان عنا حفلة بمهرجان حمص .. وهالسنة لسّا عم نحضر لبرنامج جديد "
في نهاية عام 2008، انتقلت مرام للعاصمة دمشق بحثا ً عن طريق أوسع تشـقّ من خلاله خطوات نحو أحلامها ، إلتقت هناك في أحدى حفلاتها مع فرقة "حلا نقرور" بالأب إلياس زحلاوي الذي رحـّب بصوت مرام و رحـّب بإنضمامها للكورال الكنسي.
إنضـمـّت مرام بعد ذلك إلى جوقة الفرح الدمشقية و شاركت معها ببرنامجها الغنائي في بـصير و حلب و في دار الأوبرا بدمشق .
و تستعدّ في الأيام القليلة القادمة للمشاركة بحفل يقام سنويّا ً بمناسبة تأسيس فرقة زيدل للفنون و ذلك في الساعة السابعه من مساء الرابع عشر من الشهر الجاري في صالة زيدل الغربية (سيدة النجاة )
( للحجز أو الإستعلام الاتصال على الرقم 00963932523322 )
تعمل مرام حاليا ً في مجال السياحة و الطيران تواظب على تعلّم اللغات بالإضافة إلى نشاطها الغنائي المذكور أعلاه.
في ختام الحديث عن مرام الفنانة و الموسيقيّة ، أعود للحديث عن مرام الصديقة التي تحـمل شخصيّة أقل ما يقال عنها أنها رائعـة ، قريبة جدّا ً من القلب و طيبة حدّ الطيبة .. و لإتمام الحديث بنغم ، يجب سماع بعضا ً من الأغاني بصوتها .
أغاني بصوت مرام :
1. ليه تلاوعيني
2. حيرانة ليه
3. دقة الساعات
i love ur voice
ردحذفkeep going
ردحذفu r the best
I love your voice Maram
ردحذفقال طلائع اليعث فال ,,,,, but you have a great voice for real
ردحذفمريومة صوتك بجنن
ردحذفlove u sister
شكرا لكل اللي علّقوا .. وانشالله كون عند حسن ظنّكن ...
ردحذفشوش .. شكرا كتير عالمقالة البتجنن .. بحبك كتير وماني مصدقة ايمتا لتجي ...
سلامات