شبابنا مستقبلهم في مهب الريح لا أحد يهتم بعمق ما يعانونه قالها “كاوى شريف” بحزن عميق ، هذا الشاب كما الكثيرين أمثاله حلم ينطلق رغم وحشة الليل وكل العوائق التي تصادفه، يتكلم عن الفن المبتذل الذي فرض نفسه من خلال تجارة الفن وتحويل الفنان إلى سلعة يباع في سوق نخاسة ، ، يحلم هذا الشاب من مدينة القامشلي بان يدخل المعادلة وبعكس الاتجاه ، يسبح عكس التيار ، يتحدى العوائق كي يثبت للآخرين أن الشباب ليسوا رقما مهمشا
اختار الموسيقا لغة للتعايش والسلام ،لم يختار البزق وهي الآلة الموسيقية الأكثر شهرة و التي يتميز بها تراث أهل الجزيرة السورية ، لا يملك غير حلمه وأصابع تعانق وتر عوده ، عشقه للموسيقا جعله مقاوما لكل التحديات بالرغم من واقعهم المعيشي الصعب، دخل معهد أوغاريت ليطور خبراته فهو يرى بأن الموهبة لو لم تترافق بالخبرات الأكاديمية لن تجد ضالتها في الطريق الصحيح ، يمضي هذا الشاب نحو دمشق ليدخل معهد أورنينا للموسيقا نحو حلم ربما سيمكنه الدخول إلى المعهد العالي للموسيقا كي يتحصل أعلى الخبرات الأكاديمية التي تؤهله ليكون مشروعا ناجحا وبامتياز، يقاسي نظرات الناس التي لا تتفهم أن الموسيقا لغة ، وينتقد المناهج المدرسية التي لا تهتم بالتربية الموسيقية لا بل تعتبر إدارة كل المدارس أنها حصة فراغ بالنسبة للأستاذ والطالب ، كاوى الفنان الذي اكتشف موهبته وهو في عمر 14 عاما حينما غنى في عرس عمه ولاقى التشجيع من أفراد عائلته ، يشتكي اليوم من الشركات التي لا تتبنى هذه المواهب لا بل لا يكترثون بحلمه لأنه فنان غير مربح ماديا بالنسبة لهم فهو لن يستطيع السفر كونه لا يملك الجنسية ليسافر إلى دول أخرى ويغني في الحفلات هناك لذا يطالبونه بالكثير من التنازلات مقابل القليل من الدعم له ، يستعد لإصدار أول ألبوم له من معظمها من كلماته وأخرى كلمات بعض الأصدقاء الشباب له وهو بصدد تصوير ثلاث من أغنياته في فيديو كليب تحاكي هموم الإنسان والحب والعشق والغربة كون هذه الآلام والآمال توحد كل الناس
يضيف كاوى : في ظل صراع اللغات والبحث عن اللهجات وأصول اللغة وفروعها أجدني غير مهمتا بالأمر لأني ابحث عن لغة موحدة للبشر، الموسيقى هي اللغة المشتركة، الموسيقى ترفض واقع الانتماءات لأنها تخاطب المشاعر
لقاءه الأول مع معشوقته التي يسميها وبقصد ب هالة العود كان قبل 4 سنوات ولأنه جزء من الحياة المشتركة وجزء من العلاقات الاجتماعية فانه انطلق موهبة من خلال الفرح الجماعي للبشر في زمن أصبح فيه الفرح أشبه بسراب نلامس حافاته ، يغني باسم الجميع وللجميع، يؤمن بشعبية الفن، ولأنه يؤمن بان الإبداع ليس حكرا على شعب ما وان الأحاسيس أكثر عالمية من العولمة فانه يغني بلغات مختلفة.
يقول كاوى : إن والده يشجعه بمواصلة التحدي واثبات نفسه رقما صعبا وناجحا مهما كانت الموانع عتيدة .
كاوى يغني لمن سبقه ولا يجد في ذلك انتقاصا لتجربته بأن يغني أغاني السلف فهو متواضع حد العمق ومعتد بنفسه حد الامتزاج بجمهوره رغم صغر سنه ، يقول كاوى ( الأغنية… الموسيقى سلاح ، لا يمكن أن يصدأ ، سلاح لا يمكن مصادرته لذا فهو السلاح الأمضى وبالذات للإنسان المهمش والشعوب المقهورة)
عفوية الفن وفطريته لا تكفي هكذا ، لذا انطلق صوب العاصمة يحمل معه تراث الجزيرة كي يمزجها بحداثة الموسيقى وقواعده العلمية، هل يجد الجديد في العاصمة يُضاف لمخزونه الفني، هل تظهر أغانيه للجمهور الذي ينتظره في وقت صار الحواجز اكبر بوجه الفنان وخاصة إن مصاريف الفيديو كليب هو
أمر مكلف بالنسبة لجيل الشباب خاصة والذي لا يجد من سنده، هو لازال حائرا هل يتنازل عن بعضا من شروطه و يساوم ويدخل سوق تجارة الفن مع الشركات… يؤكد كاوى أنه لم ولن يساوم. علينا أن ننتظر صوتا يأتي من بعيد … صوتا يحمل وعبر أغانيه ما كنا نريد أن نردده في وحشة الليل وفي شوارع المدينة.. انتظروا كاوى لأنه يحلم وأحلامه مشروعة وتوجز أحلام جمهوره الذي ينتظره
لافا خالد
خاص – صفحات سورية
( 21 كانون الثاني 2009 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق