قد لا يكون اسم أبو خليل القباني مشهوراً جداً خارج الأوساط الثقافية و المسرحية في سوريا و خارجها, لكننا جميعاً (في سوريا على الأقل) نعرف على الأقل أثراً من أهم اللمسات التي تركها, دون أن نعلم ربما أن هذا الأثر من إبداعه..
ما هو هذا الأثر؟ كم مرّة رددنا و طربنا لتلك الأغنية الشامية الجميلة التي تبدأ:
يا مال الشام يالله يا مالي طال المطال يا حلوة تعالي
غنّاها صباح فخري و آخرون... لكنها كلماتها من نتاج أنامل أبي خليل القباني, الدمشقي المبدع..
ولد أبو خليل القباني في دمشق في العام 1833 من عائلة دمشقية عريقة (هو عم والد الشاعر الكبير نزار قباني), و يعتبر أول من أسس مسرحاً عربياً في دمشق متأثراً بالفنون الشعبية الاستعراضية التي كانت شائعة في الحارات الدمشقية مثل حكواتي المقاهي و رقص السماح, و تميّزت أغلب مسرحيات القباني بالطابع الغنائي.
كانت مسرحية "الشيخ وضاح و مصباح قوت الأرواح" أول مسرحية يقدّمها القباني في دمشق, و نالت نجاحاً كبيراً و تابع الدمشقيون مسرحياته التي زادت عن الـ 40 مسرحية شكّلت نواة المسرح العربي الحديث. و بعد النجاحات الكبيرة في دمشق رحل إلى مصر حيث أكمل مسيرته الإبداعية المبهرة و تتلمذ على يده الكثيرون من كبار مبدعي المسرح العربي هناك, و زار اسطنبول و العديد من الدول الأوربية و الولايات المتحدة ناقلاً معه إبداعه الجميل, و عاد ببعض النصوص الغربية التي عدّلها للعرض في مسرحه الدمشقي.
تفرّغ القباني في السنوات الأخيرة من عمره لكتابة مذكراته و توفي في دمشق عام 1903 تاركاً للتاريخ سنوات طويلة من الفن و الإبداع الذي استفاد منه مسرحيو القرن العشرين العرب.
يجتهد عدد كبير من المثقفين و محبي الأدب و المسرح في سوريا من أجل إنقاذ منزل أبو خليل القباني في حي كيوان الدمشقي من الهدم و تحويله إلى متحف يعلّم الأجيال آثار و إبداع ساكنه الأسبق.. و نتمنى أن يبقى هذا المنزل منارةً للثقافة و الأدب و الإبداع.
..
يا جماعة في أخطاء فادحة بالتواريخ ...... يرجى التدقيق والبحث أكثر عند تقديم مبدع بهذا الوزن
ردحذفثانيا مسرح القباني الموجود حاليا سمي على اسم القباني .... لكن أبو خليل لم يستخدم هذا المسرح اطلاقا ولم يعرض عروضه في هذا الحي
نشكركم على الجهود .. ولكن نرجو بذل جهد اكثر فعلا لإن هذه المادة تضر بالمتلقي اكثر بكثير من الفائدة التي تقدمها له
غير معروف
ردحذفأهلاً و مرحبا بك
شكراً على تصويبك بخصوص التواريخ, كان هناك خطأ كتابي غير مقصود بتاريخ الولادة (لم نقصد أن نقول أنه ولد بعد وفاته بثلاثين عاماً بطبيعة الحال) و قد تم إصلاحه.
بخصوص مسرحه.. ربما كان اجتهاداً خاطئاً مني أن أثق ببعض المصادر الالكترونية (الويكيبيديا مثلاً) و أضع أنه مسرحه, و باعتبار أنني لم أجد مصدراً رسمياً إلى ذلك فقد قمت بحذف الإشارة إلى مسرحه, و ربما تستحق وزارة الثقافة اللوم أكثر مني لعدم وجود أي نبذة تاريخية رسمية عن المسرح على شبكة الانترنت.
الصديق العزيز.. هذا موقع متواضع بإمكاناته جميعها, نقدّم نبذات قصيرة و مختصرة تكاد تنحصر على التعريف باسم المبدع و مجال إبداعه.. لا نمتلك مراجع تاريخية علمية و لا نستطيع الوصول إليها.. نعتمد على ما نجده في الشبكة و على معلوماتنا و على تصويبات الأصدقاء مثلك.. لذلك لا أعتقد أن المادة تستحق السلبية لدرجة أنها "تضر أكثر من نفعها"..
مع الشكر الجزيل مرة أخرى, و التحية !